المسرحي بوسرحان الزيتوني يدعو هيئة مهرجان المسرح العربي لمراجعة أوراقها

كان الكاتب والمخرج المسرحي بوسرحان الزيتوني من المبادرين لدعوة الهيئة العربية للمسرح لمراجعة الذات لتطوير تجربة مهرجان المسرح العربي. وأمام ما خلفته الدورة الأخيرة من المهرجان، المنعقدة ما بين 10 و 16 يناير الجاري بالقاهرة، من نقاش جول مستوى العروض المقدمة وبعض المؤاخذات حول محاباة الهيئة المنظمة للبلد المستقبل لهذه الدورة من التظاهرة، مصر، كان لابد من استطلاع رأيه حول رؤيته لهذه التظاهرة وما يؤاخذه على منظميها. كما نسأله عن خلفيات استبعاد المسرح المغربي من التتويج بهذه الدورة رغم ما خلفته العروض المغربية المشاركة من استحسان لدى المشاركين في المهرجان.

فعن تقييمه لفعاليات الدورة الاخيرة من مهرجان المسرح العربي يقول الكاتب والمخرج المسرحي بوسرحان الزيتوني لفنون_المغرب أنه من المؤكد اعتباره “واحدا من الفضاءات التي نحتاجها في التواصل الفني والثقافي بين المسرحيين العرب.” لكنه لا يخفي تحفظه عن بعض ما شاب هذه الدورة. إذ يسجل الزيتوني “على مسار مهرجان المسرح العربي في مساراته المختلفة، ووجود الهيئة العربية، احجام المسرحيين على تقييم علني لدوراته، وهو أمر يعود إلى رغبة المسرحيين تجنب غضب البعض في الهيئة، الشيء الذي قد يحرمه من إمكان استضافته…”

“وهذا أثر في الوجود العام للمهرجان وفي مستواه، وحرض بشكل غير مباشر في خلق حالة رضى كاذبة،” يضيف الزيتوني. “إني أثق في حصافة الأمين العام للهيئة السيد اسماعيل عبد الله، إذ هو أمين على تكليف سام للسمو الشيخ القاسمي بتدبير ملف الهيئة وفق ما يفيد المسرح العربي، لكني أعتقد أن عدم الاستماع للرأي الاخر وللنقد، قد يساهم في هلهلة دور الهيئة، أو في أحسن الاحوال عدم خدمتها للهدف الذي من أجله أنشئت.”

ملصق مسرحية شابكة لفرقة مسرح أوركيد

ويؤكد الزيتوني أنه سبق له إثارة الانتباه لهذا الامر قبل 3 سنوات، وأتبثت الأيام صحته… حيث يسجل، كنتجة لذلك، “تراجع مستوى العروض المسرحية بشكل عام… وطغت بعض ملامح المحاباة.”

“إن الدورة الحالية فنيا هي الأقل والدليل أن بقع الضوء في المسار الثاني (المسابقة) التي أنارت سماء المهرجان يمكن عدها على رِوس الأصابع أهمها عرض ‘شابكة’ من المغرب و ‘المجنون’ من الشارقة و ‘رحمة’ من الكويت”،في تقديري الشخصي).

وعن حرمان مسرحية “شابكة” لفرقة مسرح أوركيد من الجائزة الكبرى للمهرجان، رغم إجماع النقاد والمتابعين للمهرجان، يقول الزيتوني: “في الواقع أني من بين القلائل الذي توقعت أن المغرب سيحرم من الجائزة هذه السنة، لأن البعض في الهيئة سيحاول ايقاف مد المسرح المغربي والذي تسيد مهرجان المسرح العربي لدورتين متتاليتين مع ‘خريف’ لفرقة أنفاس و ‘صولو’ لمسرح أكون…”

لا يتعلق الأمر برغبة شوفينية، كما يوضح الزيتوني،”لكني كنت آمل أن تنتزع من المغرب بفعل ابداعي لا بتعمد اقصاء مكشوف… ولهذا في نقاشي مع زملائي هاتفيا افترضت أن الجائزة لن تخرج عن ‘شابكة’ لفرقة الأوركيد من المغرب و ‘المجنون’ للمسرح الوطني من الشارقة. لكن شاءت اللجنة أن تقصي العملين، بل ولم ترشح حتى شابكة التي أجمع المسرحيون على تميزها كصوت جيل جديد يخترق الثابث المسرحي.”

قد يكون للجنة مبرراتها، يضيف الزيتوني، “لكني اصر أنها ليست كلها مبررات فنية. أتمنى أن تستعيد الهيئة زمام مبادراتها بعيدا عن ضيق الأفق الذي يحاول البعض جرها إليه.”

هذا الانتقاد لمهرجان المسرح وللمسرحيين العرب لم يمنع بوسرحان الزيتوني من توجيه الشكر للمبدعين المسرحيين وأن يهنئ صناع عرض “الطوق والأسورة” من مصر، الفائز بالجائزة الكبرى للمهرجان، “برغم الاختلاف في الموقف والتقييم.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

X