خميس اللغات والثقافة المغربية بدار الفنون بالرباط
تحتضن دار الفنون بالرباط ثلاثة لقاءات أدبية بعنوان “خميس اللغات والثقافة المغربية” من تنشيط الاستاذ محمد المدلاوي.
يتمحور اللقاء الأول حول موضوع “العربية المغربية لغة حيّة حاملة للثقافة المغربية“، وينظم بوم الخميس 25 أكتوبر على الساعة السادسة والنصف مساء. وجاء في ورقة تقديمية للندوة أن العربية المغربية، المعروفة عموما بـ’العربية الدارجة”، سِجِلٌّ حيّ من سجلّات اللغة العربية، دارجٌ على ألسن المغاربة من حيث إنه اللسان الأكثر تقاسما في ما بينهم في حياتهم اليومية العامة، وحتى في بعض ظرفيات المدرسة والجامعة والمحافل الرسمية وشبه الرسمية (برلمان، مجالس السطة التنفيذية، خطب التعبئة السياسية). ويمثل هذا السجل من سجلات العربية، الذي لا يختلف عن سجلّ العربية الفصحى بأكثر من ترخيم حركات الكلمة وإسقاط إعرابها (كما يسقط اليوم حتى في النطق بالفصحى) اللسانَ الذي به تتمّ التنشئة الأولي لنسبة كبيرة من الأطفال المغاربة في البيت، تلك التنشئة التي من خلالها يتمّ إيــناس الطفل وإكسابه ملكةَ التواصل مع محيطه البشري والطبيعي، وبناء شخصيته في أمن وثقة بالنفس؛ وهذا يستوجب إسنادا مؤسسيا لوظيفة تربوية لهذا السجل اللغوي، في مسار الانتقال السلس للطفل من الفضاء المنزلي إلى فضاء المدرسة، دون تعثر أو عقد سوسيو-لسانية وسيكو-لسانية معطّـلة لملكة التواصل ومهارة التعبير. ثم إن هذا السجل اللغوي سجلّ جدّ مرن، يقترض باستمرار من معجم الفصحى، ويطوّع مفرداتِ غيرِ الفصحى تطويعا موفّقا بشكل منقطع النظير للتعبير عن مستجدات الحياة المعاصرة. ثم إن العربية المغربية حامل لموروث أدبي هائل من سرديات، وأمثال، وأشعار يمثل شعر الملحون أبرزها وأرقاها إبداعا أدبيا، إلى درجة أنه يطلق عليه “ديوان المغاربة”.
ويدور اللقاء الثاني حول “الأنواع الموسيقية المغربية: مكوّن ثقافي مهمل مؤسّسيّا” وذلك يوم الخميس 8 نونبر على الساعة السادسة والنصف مساء. وتعتبر أرضية اللقاء أن المغرب من أغنى البلاد بالأنواع الموسيقية؛ وذلك من حيث الإيقاعات (ما بين وِتْريّ وشفعي) والمقامات، وحتّى السلالم (ما بين سباعيّ وخماسي)، وكذا من حيث آلات العزف والنفخ والنقر وأشكال الأداء، إضافة إلى الطقوس والوظائف الإثنو-موسيقية. فهناك أنواع العيطة، وأنواع أحواش، وأنواع أحيدوس، وأنواع تاسكيوين، والعلاوي، والملحون، والكًناوي، والكًدرة، والهون، والهيت، والراي، وعبيدات الرما، وموسيقى الآلة، والأغنية الشعبية، والأغنية “الكلاسيكية”، وغير ذلك كثير.
هذا الرصيد الفني والثقافي ظل مهملا على الصعيد المؤسسي، فليست هناك شبعة واحدة للموسيقى على الصعيد الجامعي ولا مؤسسة خاصة ذات صفة أكاديمية تعنى بالبحث في هذه الأنواع، سواء من حيث الأشكال والبنيات (تدوين ووصف الإيقاعات والمقامات والكوريغرافيات) أم من حيث تحليل الوظائف الإثنو-موسيقية (علاقة الأشكال، والأدوار، والظرفيات، الموسيقية بالبنيات الاجتماعية). ثم إن هذه الأنواع الموسيقية ظلت حبيسة مجرد الاستهلاك الاحتفالي و/أو الفولكلوري، زيادة على دخول الاستخدام المهرجاناتي على الخط في العقود الأخير، ذلك الاستخدام الذي يخضع اليوم للقيود الجديدة للزمان والمكان السوسيولوجيين، مما ينذر بتشويه الأشكال وطمس الوظائف السوسيو-موسيقية لكل نوع موسيقي
أما اللقاء الثالث والأخير ضمن هذا البرنامج فينعقد يوم الخميس 13 دجنبر على الساعة السادسة والنصف مساء تحت عنوان: “عن الدعامات الشاراتية والرمزية للثقافة المغربية“.
واعتبر المنظمون أن الفضاء المغربي حافل بالعناصر الشاراتية والرمزية، البصرية منها (الشارات الرسمية وشبه الرسمية، الأشكال المعمارية والطرازية المميِّزة، وأشكال الخط والهندام) والمسموعة (طبوع موسيقية وإيقاعات ومقامات مميزة وأناشيد رسمية أو شبه رسمية)؛ هذه العناصر ظلت كلها لحدّ الآن في حيز العفويّ المشاع، أي خارج أيّ وصف ودراسة صوريين علميين، وخارج أي تصنيف وطني وأي تقنين وطني مبنيين على تلك الدراسات العلمية، وعلى الأخص من ذلك ما يتعلق بالشارات البصرية (armoirie et héraldique) بسبب عمقٍ ثقافي يتعارض مع أوجه الفن التشكيلي، التشخيصي (figuratif) منه على الأخص؛ بينما انخراط المجتمع المغربي في الحداثة المعاصرة لا يمكن أن يتمّ بدون انفتاح على فلسفة جديدة للفنون البصرية والسمعية
المواعيد:
– “العربية المغربية لغة حيّة حاملة للثقافة المغربية“
الخميس 25 أكتوبر 2018 على الساعة السادسة والنصف مساء
– “الأنواع الموسيقية المغربية: مكوّن ثقافي مهمل مؤسّسيّا“
الخميس 8 نونبر 2018 على الساعة السادسة والنصف مساء–
-“عن الدعامات الشاراتية والرمزية للثقافة المغربية“
الخميس 13 دجنبر 2018 على الساعة السادسة والنصف مساء