حصل فيلم “لوموناد” (2018) للمخرجة الرومانية إيوانا لوريكارو على الجائزة الكبرى للدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا.
ويحكي الفيلم قصة امرأة رومانية شابة هاجرت للولايات المتحدة الأمريكية لتحسين ظروف عيشها. وحين تقرر تمديد إقامتها والحصول على بطاقة إقامة دائمة عبر زواج من رجل أمريكي، تجد نفسها في دوامة من العقبات الإدارية والاجتماعية تكشف لها وجها آخر لأمريكا حيث تتعرض للاستغلال الجنسي والمادي وللعنصرية. فمن موظف مصلحة الإقامة الذي يحاول استغلالها جنسيا للموافقة على منحها الاقامة إلى المحامي الذي يحاول استثمار شكايتها ليصنع منها قضية مربحة، تتوالى المصائب على مارا لتدفعها نحو الباب المسدود. خصوصا بعد استقدامها لابنها ذي التسع سنوات وبيعها لبيتها في رومانيا من أجل شراء بيت جديد في أمريكا رفقة زوجها الجديد. ولكن حين تسوء علاقتها بهذا الأخير، يستغل هو الآخر وضعيتها الهشة كمهاجرة بدون أوراق إقامة دائمة لتعنيفها. وكما في مواجهتها مع موظف مصلحة منح الاقامة للأجانب، فالرجلان يستغلان هذه الوضعية الهشة لامرأة مهاجرة بدون حقوق، وعدم قدرتها للجوء للقانون لمواجهتهم.
عكست مخرجة الفيلم هذا الوجه الكريه لأمريكا ونظامها الصارم من خلال أسلوب رزين في الاخراج وصورة شبه رمادية تختلف عن الصورة الزاهية الألوان التي ترسمها الافلام الامريكية عن بلد الأحلام. وكان الحضور الهادئ والطاغي للممثلة الرئيسية دور كبير في تشخيص هذه المعاناة حيث الصبر والإصرار هما حليفها الوحيد لتحقيق اهدافها.
وفيلم “لوموناد” (2018) للمخرجة الرومانية إيوانا لوريكارو رمن إنتاج مشترك بين كل من رومانيا، ألمانيا، السويد وكندا. والمنتج الروماني للفيلم هو المخرج الروماني كريستان مونجو الحاصل على السعفة الذهبية لمهرجان كان بفيلمه “أربعة شهور، ثلاث أسابيع ويومين”.