افتتاح باهت لمهرجان فيلم المرأة بسلا في غياب السينما

افتتحت مساء أمس الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا بحفل باهت طغت عليه الخطب الرسمية والمجاملات وغابت عنه السينما.

وتميز الحفل الافتتاحي، الذي تجاوز الساعة ونصف، بتكريم المخرجة والمنتجة التونسية سلمى بكار، بالإضافة إلى تكريم الممثلة المصرية رانيا فريد شوقي. كما كرم المهرجان، خلال حفل الافتتاح السناريست والكاتب الراحل محمد أعريوس كعضو للجنة المنظمة للمهرجان منذ بدايته من خلال كلمة الناقد والمخرج عبد الالاه الجواهري.

تكريم بكار مر عابرا دون أية شهادة أو تعريف بمسيرتها الفنية كمخرجة من الجيل الأول من السينمائيات التونسيات والعربيات، والتي تواصل البحث في تاريخ المرأة التونسية والاضطهاد الذي عاشته قبل الحصول على حقوقها. وهو أيضا موضوع فيلمها الأخير “الجايدة” (2017) الذي مازال يجول المهرجانات الدولية، ولكنه يغيب عن برمجة المهرجان. وهو الفيلم الذي كان يجدر تقديمه كفيلم افتتاحي للدورة لانسجامه مع تيمة المهرجان.

بينما رافق تكريم الممثلة المصرية رانيا شوقي عرض فيلم تقديمي يبدو أنه من إنتاج الممثلة نفسها، أنجز خصيصا لحفل تكريمها. وهي ممثلة مغمورة اقتصرت مسيرتها السينمائية على أفلام تجارية صغيرة ولم تقم بأداء ادوار سينمائية مهمة، بل يعرفها الجمهور أساسا من خلال مسلسلاتها التلفزيونية.

كما تم تقديم لجنتي تحكيم الفيلم الروائي والوثائقي بشكل عابر دون حتى إعطاء الكلمة لرئيستي لجنتي التحكيم، حيث لاحظ الكثيرون اندهاش أعضاء اللجنتين بهذا التعامل غير اللائق ومقدمة الحفل تطلب منهن مغادرة خشبة المسرح.

واختتم حفل الافتتاح بعرض لمجموعة من الأشرطة القصيرة المغربية المنتجة في السنة الأخيرة. وهو العرض الذي مر في أجواء هرج ومرج بعد مغادرة أغلب الجمهور للقاعة قبل أو أثناء عرض هذه الأفلام كما جرت العادة في مهرجاناتنا. كما لم تعط الكلمة لبعض مخرجات هذه الأفلام الحاضرات لتقديم أفلامهن رغم حضورهن وصعودهن للخشبة.

مع الإشارة أن هذه البرمجة التي تجمع بين أفلام هواة متواضعة وأخرى لمخرجات مهنيات تدل مرة أخرى على غياب إدارة فنية حقيقية للمهرجان، وأن نشر الثقافة السينمائية ليست هي الهاجس الحقيقي لمنظميه.

ويتواصل المهرجان إلى غاية  29 شتنبر بعروض أفلام ضمن فقرة المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة التي يتبارى حولها 12 فيلما تمثل 18 دولة، من بينها فيلم “بلا موطن” لنرجس النجار. ويرأس لجنة تحكيم هذه المسابقة المخرجة والكاتبة الشيلية ماريلو مالي.

أما مسابقة الأفلام الوثائقية فتضم خمية أفلام ققط، ويرأس لجنة تحكيمها المنتجة المغربية هند السايح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

X