الكاتب : أحمد سيجلماسي
احتفل المركز السينمائي المغربي، في إطار الدورة 19 للمهرجان الوطني للفيلم من 9 إلى 17 مارس 2017، بالذكرى 60 للسينما المغربية. وبهذه المناسبة نتساءل: هل تجربتنا السينمائية عمرها 60 سنة فقط؟
فيما يلي معطيات تلقي بعض الأضواء على تجربتنا السينمائية وتاريخها:
أولا، معطيات تاريخية:
الفيلموغرافيا وإشكالية البدايات الأولى: هل نتوفر بالفعل على فيلموغرافيا سينمائية كاملة ومدققة تشمل كل ما صور على الأرض المغربية من أفلام مختلفة الأنواع منذ ظهور السينماتوغراف على يدي الأخوين لوميير إلى الآن أم أن بعض مكونات هذه الفيلموغرافيا ضاعت وأتلفت أو لم تعد صالحة للعرض أو لازالت قابعة في خزانات وأرشيفات الشركات والجهات الأجنبية التي كانت وراء تصويرها ببلادنا؟
اختلف المؤرخون والباحثون في تجربتنا السينمائية حول السنة التي تم فيها تصوير أول فيلم سينمائي بالمغرب، لكنهم جميعا اعتبروا أن المغرب من البلدان العربية والإفريقية التي احتكت مبكرا بالسينما، فبعد أقل من سنتين على اكتشاف السينماتوغراف من طرف الأخوين لوي وأوغست لوميير وتنظيم أول عرض سينمائي تجاري عالمي بباريس يوم 28 دجنبر 1895، صورت اللقطات السينمائية الأولى على أرض المغرب سنة 1897 بآسفي من طرف أمير موناكو ألبير الأول (جد الأمير الحالي ألبير الثاني) أثناء رحلة استكشافية له إلى بلادنا. وهذا الأمير سبق له أن زار المغرب سنتي 1877 و 1894، إلا أن أهم زيارة له لبلادنا كانت سنة 1897 حيث وثقها بالكاميرا والتقط صورا كثيرة من مدن مغربية متعددة.
وإذا كانت الجزائر، بحكم خضوعها للسيطرة الإستعمارية الفرنسية منذ 1830، قد شهدت على أراضيها بتلمسان تصوير أولى اللقطات السينمائية سنة 1896 من طرف بعض تقنيي شركة لوميير، وفي هذا سبق تاريخي على المغرب، فإن بعض المصادر تتحدث عن فيلم بعنوان “راعي الماعز المغربي” سبق تصويره سنة 1896 بالمغرب من طرف تقنيين تابعين لنفس الشركة ويحمل رقم 1394 في كتالوغاتها. إلا أن النتائج التي توصل إليها المخرج والباحث بوشتى المشروحح، قد أثبتت بالملموس أن لا وجود لهذا الفيلم على الإطلاق في أرشيفات شركة لوميير، وأن الرقم الذي يحيل إليه فيها يقابله فيلم فرنسي.
في مطلع سنة 1901 استقدم السلطان مولاي عبد العزيز مصورين إثنين هما البريطاني جون إيفري والفرنسي غابرييل فير، وكانت مهمتهما تتلخص في التصوير الفوتوغرافي والسينمائي لأنشطة السلطان وتعليم هذا الأخير تقنيات التصوير وإقامة عروض سينمائية داخل القصر. وقد صور هذان التقنيان السينمائيان مجموعة من الأفلام الوثائقية القصيرة الصامتة بالأبيض والأسود ابتداء من سنة 1901 داخل القصر وخارجه لفائدة الدولة المغربية.
من أفلام جون إيفري نذكر “صاحب الجلالة سلطان المغرب ” ويظهر فيه السلطان مولاي عبد العزيز ممتطيا حصانه خلال عيد الأضحى، ومن أفلام غابرييل فير نذكر”فانطازيا” (فروسية) ويتضمن مشهدا لمجموعة من الأشخاص داخل منطقة سكنية يشاهدون عرضا لفرقة من الفرسان المغاربة على متن جيادهم يتقدمون بسرعة، وفي منتصف المسار يرفعون بنادقهم ويطلقون منها طلقات البارود، وهم مستمرون في التقدم، ثم يخفضون سرعتهم في نهاية مسارهم، ويستدير كل واحد منهم ليرجع إلى الخط الذي انطلق منه.
يحكي فير في كتابه “في صحبة السلطان” (1905)، الذي ألفه عن السنوات الأربع التي قضاها داخل قصر مولاي عبد العزيز، أن التصوير كان من أكثر الهوايات اجتذابا وإمتاعا للسلطان، وأن هذا الأخير حقق فيه تقدما كبيرا، يتجلى في الصور الثابتة والمتحركة التي أنجزها، وقد ضمن غابرييل فير كتابه هذا نماذج منها، حتى صار السلطان يتولى بنفسه تحميض أفلامه، سواء ما كان منها بالأبيض والأسود أو بالألوان.
وحسب البحث الدقيق الذي قام به المخرج والباحث بوشتى المشروح، فإن السلطان مولاي عبد العزيز ، الذي حكم المغرب من 7 يونيو 1894 إلى 12 غشت 1908، هو أول مغربي هاو قام بتصوير أفلام سينمائية على غرار أفلام الأخوين لوميير الأولى، حيث أتيحت له إمكانيات لم تكن متوفرة لغيره من عموم مغاربة ذلك الزمان، لكن أعماله ضاعت مع الأسف بعد خلعه ومبايعة أخيه السلطان مولاي عبد الحفيظ، باستثناء فوطوغرام (Photogramme)خاص بأحد أعماله يتضمن تصويره لبعض حريمه يركبن الدراجات وبعضهن جالسات على أحد المكاتب.
وتجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى تصوير غابرييل فير والسلطان مولاي عبد العزيز لمجموعة من الأفلام القصيرة، تم تنظيم عروض سينمائية داخل القصر الملكي لفائدة السلطان وحريمه وحاشيته، أشرف على بعضها هذا التقني الفرنسي الذي توفي سنة 1939 بالدار البيضاء ودفن بها.
ومعلوم أن مصر كان لها السبق على المغرب في تنظيم أول عرض سينمائي سنة 1896 بالإسكندرية (5 نونبر) والقاهرة (28 نونبر). كما أنها هي الرائدة عربيا على مستوى امتلاك صناعة سينمائية قائمة الذات (هوليوود الشرق) بدأت منذ سنة 1923 مع محمد بيومي، الذي أسس أول استوديو سينمائي مصري (آمون فيلم) وأصدر جريدة أمون السينمائية وأبدع فيلمه الروائي القصير الصامت الأول”برسوم يبحث عن وظيفة”، وانطلقت سنة 1927 وأنتجت آلاف الأفلام التسجيلية والروائية. ورغم أن تونس كانت سباقة إلى إخراج وإنتاج أول فيلم سينمائي قصير سنة 1921 بعنوان “الزهراء” من توقيع صمامة شيكلي، مراسل تونسي للأخوين لوميير، وبطولة إبنته الجميلة هايدي، إلا أنها لم تفلح كمصر في إحداث صناعة سينمائية حقيقية.
تعتبر إذن 1897 هي السنة التي وقع فيها أول احتكاك للمغرب بالسينما تصويرا وعرضا. وبين 1897 و 2018 شهدت بلادنا العديد من الأحداث والوقائع السينمائية، شكلت تاريخنا السينمائي الطويل (120 سنة) .
ثانيا، فيلموغرافيا المركز السينمائي المغربي:
أصدر المركز السينمائي المغربي، بمناسبة تنظيمه للدورة 19 للمهرجان الوطني للفيلم، كتابا بعنوان “فيلموغرافيا .. 60 عاما من السينما المغربية”، وهو عبارة عن تجميع لبطاقات تقنية لأفلام مغربية طويلة من 1958 إلى 2017، وهذه البطاقات التقنية مليئة بالأخطاء المعرفية والمطبعية.
إن التأريخ لبداية السينما المغربية بسنة 1958 ، وهي السنة التي عرض فيها فيلم”الإبن العاق” للراحل محمد عصفور ، أمر قابل للنقاش. فهذا الفيلم لا يمكن اعتباره فيلما طويلا، لأن مدته، حسب فيلموغرافيا المركز السينمائي المغربي، لا تتجاوز 50 دقيقة، وهو فيلم بدائي وساذج، قيمته تاريخية فحسب لأن مخرجه كان له سبق على غيره. هناك أفلام أخرى ينبغي نفض الغبار عليها من قبيل أفلام رائد الدبلجة بالمغرب الراحل إبراهيم السايح الوثائقية وهي:”محمد الخامس” (1955)،” طريق الحرية “(1956)، “الأمم الإسلامية المستقلة” (1956)، وهي أفلام مونطاج لا أعتقد أن خزانة المركز السينمائي المغربي تتوفر عليها كلها، وبعض أفلام المرحلة الكولونيالية وما بعدها التي تتمحور مواضيعها حول قضايا تهم المجتمع المغربي بمشاركة ممثلين مغاربة رغم إخراجها من طرف فرنسيين وغيرهم (حالة أفلام جان فليشي نموذجا). وفي هذا الصدد نقترح على المخرجة نرجس النجار، المديرة الجديدة للخزانة السينمائية المغربية بالرباط، أن تفتح ورشا في هذا الموضوع للإجابة عن السؤال التالي: متى بالضبط انطلقت تجربتنا السينمائية في إنتاج الأفلام، بغض النظر عن طول هذه الأفلام أو قصرها؟
إن الصعوبات التي تواجه الباحثين في تاريخ السينما بالمغرب، وما يتطلبه التنقيب في هذا التاريخ من جهد ووقت ومال، والتضارب في الآراء بصدد إشكالية البدايات (أول عرض سينمائي، أول فيلم، أول مخرج، أول منشور…) وغيرها بسبب نقص المعطيات والمعلومات، أمور تجعل من إحداث مؤسسة وطنية خاصة بالذاكرة السينمائية أولوية من أولويات سياستنا السينمائية. ولعل غياب الوعي بأهمية الدور الذي يمكن لهذه المؤسسة أن تضطلع به في لم شتات ذاكرتنا الفيلموغرافية، هو ما يفسر جزئيا تعثر إصدار مرجع جامع مانع(على شكل كتاب أو سلسلة كتب) أو إنتاج فيلم سينمائي أو أكثر يوثق لوقائع وشخصيات وإبداعات تاريخنا السينمائي الطويل .. فلولا المبادرات الفردية أو الجمعوية التي كان ولا يزال وراءها سينفيليون مهووسون بالتنقيب في هذا التاريخ من زواياه المختلفة وبعض المهرجانات السينمائية الفاعلة، لظلت جوانب عدة من تاريخنا السينمائي مجهولة. وفي انتظار إحداث هذه المؤسسة الوطنية ندعو وزارة الثقافة والاتصال إلى العمل على تفعيل دور المؤسسات القائمة (الخزانة السينمائية المغربية وأرشيف المركز السينمائي المغربي) وتمكينها من وسائل الإشتغال المالية والبشرية والقانونية ومن الإستقلال الإداري.
ثالثا، حصيلة تاريخنا السينمائي:
الأفلام المغربية ومخرجوها:
يمكن تقسيم التاريخ السينمائي المغربي إلى مرحلتين، مدة كل واحدة منهما ستون سنة: المرحلة الكولونيالية وما قبلها (1897 – 1955) ومرحلة الإستقلال السياسي (1956 – 2017).
تنعت المرحلة الأولى عادة بالمرحلة الإستعمارية، وهذه المرحلة هي التي شهدت توطين وترسيخ السينما ببلادنا، تصويرا وفرجة وإبداعا وثقافة، من طرف الإستعمارين الفرنسي بدرجة أولى ثم الإسباني بدرجة ثانية وسينمائيين أجانب. إلا أن الملاحظ على هذه المرحلة هو الغياب شبه المطلق للمغاربة كمخرجين أو منتجين أو تقنيين سينمائيين مع بعض الإستثناءات القليلة جدا. فإذا استثنينا الهواة الأربعة الأوائل: السلطان مولاي عبد العزيز، أول من صور أفلاما بمساعدة التقني الفرنسي غابرييل فير من 1901 إلى 1904، ومحمد عصفور وأفلامه القصيرة الصامتة من 1941 إلى 1950، وأحمد المسناوي وأفلامه الوثائقية القصيرة من 1949 إلى 1955، وإبراهيم السايح رائد دبلجة الأفلام بالمغرب وفيلميه الوثائقيين “محمد الخامس”، أنتجه وأخرجه بمفرده سنة 1955، و”أسرار المغرب”، أخرجه في نفس السنة مع الفرنسي جان ماسون (Jean Masson) وهو إنتاج مشترك بين المركز السينمائي المغربي والشركة الفرنسية للأفلام، نجد أن كل من أخرجوا أو صوروا أو أنتجوا أفلاما بالمغرب كانوا أجانب بالأساس.
الهيمنة الإستعمارية إذن جعلت القطاع السينمائي حكرا على الأجانب وعلى رأسهم الفرنسيون والإسبان، وشكل حضور المغرب (طبيعة وبشرا) في جل الأفلام الكولونيالية مجرد ديكور.
لقد كان لدى المستعمر وعي كبير بدور السينما الخطير وقدرتها على التأثير والتغيير، لهذا أبعد “الأهالي” عن توظيفها لخدمة قضيتهم الوطنية، كما فعلوا في المسرح مثلا، وبالتالي وظفها هو كأداة للترويض والتدجين وبسط السيطرة، وما يرتبط بذلك من تهميش وتشويه للإنسان المحلي وثقافته، بغية إضفاء طابع المشروعية على “رسالته التحضيرية ” تجاه الشعوب المستضعفة.
172 مخرجا ومخرجة
و372 فيلما طويلا:
تميزت مرحلة الإستقلال السياسي للمغرب بدخول المغاربة إلى عالم إنتاج الصور، بشكل هاوي في بداية الأمر، ثم بعد الدراسة والتكوين في المعاهد السينمائية الأروبية والأمريكية وغيرها أو بالممارسة والإحتكاك بالإنتاجات الأجنبية التي تصور طيلة السنة في مختلف مناطق البلاد.
وهكذا تمكن المغرب، في الفترة المتراوحة بين 1956 و مارس 2018 (تاريخ انعقاد الدورة 19 للمهرجان الوطني للفيلم من 9 إلى 17 مارس)، من إنتاج 372 فيلما طويلا، كان عددها يتزايد من عشرية لأخرى إلى أن بلغ حاليا معدلا يفوق بقليل 20 فيلما طويلا في السنة، خصوصا بعد إحداث صندوق لدعم الإنتاجات السينمائية الوطنية ابتداء من سنة 1980 وما طرأ على قانونه المنظم من تعديلات. هذا بالإضافة إلى إنتاجه لمئات من الأفلام القصيرة والربورتاجات السينمائية المتنوعة وغيرها.
لقد بلغ عدد مخرجي الأفلام الطويلة المغربية 172 في هذه المرحلة، 149 ذكورا و 23 إناثا، رحل منهم إلى دار البقاء 17 وتوقفت أنشطة 20 منهم (من بينهم مخرجتان) لأسباب مختلفة، وأصبح عدد الممارسين حاليا لمهنة إخراج الأفلام الطويلة وما يرتبط بها 135 مخرجا ومخرجة.
إذا نظرنا إحصائيا إلى فيلموغرافيات هؤلاء المخرجين والمخرجات تصادفنا الأرقام التالية :
المخرجون “غزيرو” الإنتاج:
يحتل حسن بنجلون المرتبة الأولى في قائمة مخرجي الأفلام الطويلة بمعدل 11 فيلما، ويأتي بعده في المرتبة الثانية حكيم نوري ومصطفى الدرقاوي بعشرة أفلام لكل واحد منهما، وفي المرتبة الثالثة نجد كلا من حكيم بلعباس ونبيل لحلو بتسع أفلام لكل منهما. أما المرتبة الرابعة فنجد فيها مومن السميحي وجيلالي فرحاتي ونبيل عيوش بثمانية أفلام لكل واحد منهم. وفي المرتبة الخامسة نجد عبد القادر لقطع وسهيل بنبركة وهشام العسري والراحل عبد الله المصباحي بسبعة أفلام لكل واحد منهم. ويحتل المرتبة السادسة، بستة أفلام، كل من داوود أولاد السيد ومحمد إسماعيل وسعيد الناصري ومحمد عبد الرحمان التازي وسعد الشرايبي ونرجس النجار. أما أصحاب خمسة أفلام، وهم لطيف لحلو وفريدة بنليزيد ومحمد التازي بنعبد الواحد، فيوجدون في المرتبة السابعة. ونجد في المرتبة الثامنة، بأربعة أفلام، كلا من عبد الله توكونة وحميد بناني وأحمد المعنوني وإدريس المريني ونور الدين لخماري وفوزي بن السعيدي وإدريس اشويكة وأحمد بولان وعبد الكريم محمد الدرقاوي. أما المرتبة التاسعة فتضم 16 مخرجا ومخرجة لكل منهم ثلاثة أفلام فقط هم: فريدة بورقية وعمر الشرايبي ومحمد العبازي وسهيل نوري وعماد نوري ومحمد زين الدين وعبد الحي العراقي وعبد المجيد الرشيش وجمال بلمجدوب وأحمد بايدو ومحمد مفتكر ومحمد اليونسي وكمال كمال ومحمد عهد بنسودة والراحلين إبراهيم السايح ومحمد مرنيش.
المخرجون «قليلو» الإنتاج:
يبلغ عدد المخرجين والمخرجات المغاربة الذين لا تتجاوز مكونات فيلموغرافيتهم عنوانين فقط رقم 119، منهم 87 أخرجوا لحد الآن فيلما طويلا واحدا. وهذا يعني أن ما يقارب ثلثي المخرجين المغاربة لم يتجاوزوا بعد عتبة الفيلم الطويل الأول.
خلاصة:
لم يفلح المغرب على امتداد 60 سنة بعد استقلاله من خلق صناعة سينمائية حقيقية رغم توفره على بعض مقوماتها، ولم ينجح لحد الآن في وضع سياسة شمولية تنظر للقطاع السينمائي من جوانبه المختلفة. فما أنتجناه من أفلام طويلة في أكثر من نصف قرن، منذ لحظة الراحل محمد عصفور و”إبنه العاق” (1958) إلى لحظة “الجاهلية”(2018) مع هشام العسري، يتم إنتاج أكثر منه بكثير في سنة واحدة فقط في البلدان التي تمتلك صناعة سينمائية حقيقية.
ومع ذلك يحلو للبعض الاحتفاء بتجربتنا السينمائية المتعثرة، بمناسبة وبدونها، عوض التفكير في أنجع السبل لتطويرها.
أحمد سيجلماسي