المخرج جيانفرانكو روسي: الفيلم الجيد يدلنا على ما لا نراه

لم يعد هناك فاصل بين التخييلي والوثائقي.. "حتى في الوثائقي ابحث عن عنصر سردي

خاص – فنون_المغرب  – 

يعتبر المخرج الإيطالي المعروف في مجال الفيلم الوثائقي، جيانفرانكو روسي، أن الفيلم الجيد هو الذي يقود المشاهد في رحلة للنظر إلى ما لا يراه بعينه، لأن اللامرئي هو جوهر الفن.

المخرج الإيطالي جيانفرانكو روسي خلال ماستركلاس القمرة 2018

المخرج المتوج بأرفع الجوائز بأفلامه الوثائقية المتميزة، قال في ماستر كلاس نشطه بالدوحة في إطار ملتقى قمرة السينمائي 2018، إنه لم يعد هناك فاصل بين التخييلي والوثائقي.. “حتى في الوثائقي ابحث عن عنصر سردي”.

وتابع أنه لا يفكر هل هو بصدد تصوير فيلم وثائقي أم لا.. بل السؤال هو “هل القصة حقيقية ام مزيفة؟.. هذا هو الاهم.”

وفي جلسة أمام ضيوف المهرجان وغالبيتهم من المواهب السينمائية الواعدة المستفيدة من دعم مؤسسة الدوحة للأفلام، يوضح روسي، الفائز بجائزة الدب الذهبي في برلين وجائزة أفضل فيلم أوروبي وثائقي أنه لا يقوم  بأبحاث او دراسات بل يريد الوصول الى شيء خام غير مخطط له.. “كل شخص التقيه يصبح شخصية في الفيلم.. وأفكر دائما في قصة ممكنة…وفق هيكل سردي تنتظم فيه.”

التقاط المشاعر كما نشعر بها في حينها..

يذكر أن الملتقى عرض فيلمه المؤثر “حريق في البحر” حول مأساة مهاجري لامبيدوسا الإيطالية والذي صوره من على سفينة انقاذ بعد أيام من معايشة طواقم الإنقاذ في عرض البحر.

وكشف جيانفرانكو روسي أنه يعمل على مشروع فيلم حول الشرق الاوسط يتناول قصة خطوط حدودية تم تسطيرها بالقلم فغيرت حياة ملايين الناس، وذلك في إشارة إلى حدود سايس بيكو. وقال إنه يعتزم بدء التصوير الشهر المقبل.

بالنسبة لهذا المخرج المسافر عبر العالم بحثا عن قصص إنسانية، فإن الأفلام الوثائقية تملك قوة كبيرة في التغير على مستوى الابتكار لان الواقع الذي تصوره يتغير. يقول “في كل فيلم ابحث عن مقاربة جديدة ، تتجاوز فيلمي السابق.. ابحث عن لغة مختلفة في التعبير عن الواقع”.

جوهر عمل المخرج في نظر روسي هو “التقاط عمق القصة لأهيئ لها سبيل التطور.. هناك امور تمر امامنا.. ينبغي التقاطها سريعا… في غمضة عين تمر الحقيقة وينبغي الترصد لالتقاطها.”

يذكر أن جيانفرانكو روسي درس السينما في مدرسة تيش العليا للفنون التابعة لجامعة نيويورك. في عام  2008، وفاز أول أفلامه الوثائقية الطويلة “تحت مستوى سطح البحر”، بجائزة أوريزونتي من مهرجان البندقية. وفي سنة  2010، أخرج فيلمه الوثائقي المثير “القاتل المحترف- الغرفة  164” حول مقابلة شخصية مع قاتل محترف تحول الى مخبر يعمل لدى عصابات المخدرات المكسيكية. وفاز الفيلم بجائزة من مهرجان البندقية، بينما توج فيلمه الوثائقي “ساكرو غرا” (2013) بجائزة الأسد الذهبي كأول فيلم وثائقي يحصد هذه الجائزة. وفاز فيلمه الأخير ” حريق في البحر” (2016) بجائزة الدب الذهبي من برلين السينمائي وبجائزة أفضل فيلم أوربي  وثائقي. كما ترشح لنيل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

X