جوائز المهرجان الوطني للفيلم ال 21: بين الإقناع والاستحقاق

لم يخيب محمد مفتكر آمال من انتظروا فيلمه الأخير “خريف التفاح” ضمن مسابقة الفيلم الروائي الطويل للمهرجان الوطني للفيلم في دورته 21.

كان يجب انتظار اليوم الأخير للمهرجان لاكتشاف الفيلم، كما شاءت إرادة البرمجة. ومع تواضع أغلب الأفلام المتنافسة أو عدم إقناعها تعاظم أفق الانتظار. ثم جاء الخلاص بتتويج الفيلم بالجائزة الكبرى للمهرجان.

كل التكهنات كانت تحصر المنافسة بين ثلاثة أو أربعة أفلام هي التي استأثرت في النهاية بأغلب الجوائز. كان التخوف أيضا من لجنة تحكيم “مستوردة” او بالأحرى مفرنسة. خيار يدافع عنه المدير الحالي للمركز السينمائي المغربي، كسابقه، ولكن بدوره بدون إقناع.

صفق الجميع لتتويج “خريف التفاح” ولم يجادل أحد في أحقيته بالجائزة. ولكنه أيضا لم يقنع الكثيرين. بعضهم وجد طول الفيلم غير مبرر. والبعض الآخر لم يجد فيه تلك القصة أو الحدوثة المأمولة. ولكن الأكيد أن الجميع تابع دقائق الفيلم المائة والعشرين بكل خشوع ودون تبرم. راهن مفتكر أساسا على جماليات بصرية تشد المتفرج إلى عوالم الفيلم وتجعله يتآلف مع فضاءاته وشخصياته ويومياته. لوحات ومتواليات بصرية تدعو اكثر للتأمل والانغماس في هذه العوالم منها إلى الركوب على دراما تستدر العواطف.

حصل الفيلم أيضا على جائزة التصوير لرفاييل بوش وجائزتي لجنتي النقد والأندية السينمائية ليخرج من المهرجان بأربعة جوائز.

لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، التي ترأستها المنتجة الفرنسية ماري بالدوشي، ارتأت أن تمنح جائزتها الخاصة لفيلم “اللكمة” لمحمد أمين مونة، وهي فعلا واحدة من أغرب الجوائز لجنة سيق أن وصفناها حين الإعلان عن تشكيلتها بأنها مثيرة للاستغراب. إذ جرت العادة أن تمنح لجن التحكيم الحكيمة جائزتها الخاصة لأعمال تمسها سواء للمستها الفنية ام لتناولها لموضوعة معينة. اللجنة منحت الفيلم أيضا جائزتي الموسيقى التصويرية ليوسف أجاكان وجائزة التوضيب لجوليان فوري. وهي أيضا جوائز لم تكن مقنعة. هذا لا ينقص من قيمة وأهمية الفيلم الذي سيحقق بدون شك نجاحا تجاريا كبيرا حين عرضه بالقاعات السينمائية الوطنية، لأنه صنع بحرفية تقنية عالية طبقا لقواعد هذا النوع من الأفلام على المستوى العالمي. وهنا مربط الفرس: لأنه فيلم صنع بمواصفات تجارية وبمعايير تقنية متعارف عليه ولكن بدون قيمة فنية وإبداعية مضافة. هذا يجعل جوائز لجنة التحكيم أقرب منها لجائزة الجمهور.

فيلم “آدم“، لمخرجته مريم التوزاني حاز بدوره ثلاث جوائز. بالإضافة لجائزتي السيناريو والإخراج، اللذين يحملان نفس توقيع التوزاني، كانت جائزة أحسن دور نسائي بدون منازع للممثلة نسرين الراضي عن أدائها القوي لدور الأم العازبة. ويمكن الجزم هنا أن أداء نسرين الراضي هو ما أنقد الفيلم ورفع من مستواه ليغطي على بعض هفوات السيناريو والأداء المفتعل لممثلين آخرين، كلبنى أزبال التي لم تقنعنا أبدا بشخصيتها في بعدها الاجتماعي والنفسي.

جائزة أحسن دور رجالي عادت للممثل حسن ريشوي عن دوره في فيلم “أوليفر بلاك” لتوفيق بابا. بينما نال زميله مودو مبو جائزة أحسن ثاني دور رجالي عن نفس الفيلم، وإن كان الممثلان قد تقاسما في الواقع بطولته وبنفس زمن الحضور على الشاشة.

بينما تقاسمت الممثلات فاطمة الزهراء بناصر وهدى الريحاني وفاطمة هراندي “راوية”، جائزة ثاني دور نسائي عن أدائهن في فيلم “أبواب السماء” لمراد الخوضي، مع تنويه خاص من طرف لجنة التحكيم بجميع الممثلات المشاركات في نفس الفيلم.

فيلم “سيد لمجهول” لعلاء الدين الجم كان أيضا أحد أهم المرشحين لعدة جوائز، وعلى رأسها الجائزة الكبرى للمهرجان. لكنه اكتفى بجائزة العمل الأول، وكذا على جائزتي الصوت والإنتاج.

يبدو ان لجنة التحكيم اضطرت لتقسيم الجوائز بين أفلام معينة ارتأت أن تخصها بالتتويج دون غيرها، خصوصا أمام تواضع مستوى أعلب أفلام المسابقة الرسمية. لكن هذا التقسيم لم يكن دائما موفقا.

لائحة الجوائز الكاملة للمهرجان الوطني للفيلم ال21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

X