يخصص المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تكريما خاصا للممثل والمخرج والمنتج الأمريكي روبيرت ريدفورد خلال الدورة الـ18 للمهرجان التي ستنعقد ما بين 29 نونبر و7 دجنبر 2019.
وقال ريدفورد، أحد أبرز وجوه السينما الامريكية المعاصرة، في تصريح رسمي لإدارة المهرجان: “إنه لشرف كبير أن تتم دعوتي إلى مراكش للقاء مؤلفين وفنانين آخرين سيتبادلون فيما بينهم فرادة صوت كل منهم وكذلك وجهات نظرهم”.
وتألق روبيرت ريدفورد على مدى مسيرته الفنية المميزة لينحت إسمه عميقا في السينما المعاصرة كممثل في أزيد من 80 فيلما وكمخرج لعشرة أفلام وإنتاج أكثر من 50 عملا سينمائيا.
روبيرت ريدفورد هو كذلك من أكثر أيقونات هوليوود المعاصرة التزاما بقضايا البيئة والمسؤولية الاجتماعية، مكرسا جزء هاما من حياته كناشط مدافع عن البيئة، منذ بداية سبعينيات القرن الماضي. وانعكس هذا الالتزام على أعماله السينمائية واختياراته الفنية سواء كممثل، مخرج أم منتجا سينمائيا، كما في “الرجل الذي يهمس في أذن الحصان” (1998)، و”نهر يجري من خلاله” (1992).
كما كرس هذا الالتزام السياسي بدعم السينما المستقلة بتأسيس معهد “ساندانس” ومهرجان “ساندانس”، وكأول منصة فنية تحتفي بالسينما المستقلة في العالم.
برز روبيرت ريدفورد في البداية كممثل على مسارح برودوي في بداية الستينات، حيث اثبت موهيته ليستحق أول أدوار في مسيرته كممثل في “يوم أحد بنيويورك”، ثم “القمر الصغير بألبان” و”حافي القدمين في الحديقة” لـنيل سيمون (1962). وهو العمل الذي سلط عليه الأضواء وأثار انتباه صناع السينما. نفس العمل، “حافي القدمين في الحديقة” (1968)، سيكون أيضا وراء شهرته السينمائية يعد أدائه لنفس الدور في اقتباس فيلمي لجين ساكس (1967) وجلب له اهتمام ومديح الجمهور والنقاد على حد سواء.
تقاسم ريدفورد بعدها مع بول نيومان بطولة “باتش كاسيدي وسناندانس كيد”، (1969) الذي أخرجه جورج روي هيل. ووضع هذا الشريط روبيرت ريدفورد ضمن وجوه الصف الأول في صناعة الأفلام الهوليودية. سنة 1973، سيبرز من جديد مع نفس فريق العمل برفقة كل من بول نيومان وجورج روي هيل في فيلم “اللسعة” (1973) الذي اوصله اول مرة لترشيحات الأوسكار كأفضل ممثل ويفتح له باب العمل مع أبرز مخرجي هولبود منذ سبعينيات القرن الماضي.
فعمل إلى جانب سيدني بولاك في سبعة افلام، من أبرزها “الفارس الكهربائي” (1979)، “مذكرات إفريقيا” (1985) “هافانا” (1990).
كما اشتغل مع آلان ج. باكولا (“رجال الرئيس” – 1976)، ريتشارد أثينبورو (“جسر بعيد جدا” – 1977) وباري ليفينسون (“الطبيعي” – 1984)
كما طبعت صورته كممثل عدة شخصيات محورية في تاريخ السينما ك “غاتسبي العظيم”،”اقتراح غير لائق”، “لقطة قريبة وشخصية”،”جيرميا جونسون”، “ثلاثة أيام من كوندور”، “مذكرات إفريقيا”، “أفضل سنواتنا”.
انتقال روبيرت ريدفورد للإخراج كان موفقا منذ اول تجربة له، حيث حصل باكورة أفلامه كمخرج “أناس عاديون” (1980) على أربع جوائز أوسكار، من بينها أفضل مخرج وخمس جوائز للغولدن غلوب، وعلى رأسها أفضل مخرج وأفضل فيلم.
بعد ذلك، أنتج وأخرج شريط “ميلاغرو”،(1988) ثم “نهر يجري عبره”(1992) الذي نال ترشيحات لجائزتي أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج، ولجائزة أفضل مخرج في الغولدن غلوب. كما تم ترشيحه للفوز بجائزة أفضل إخراج في الغولدن غلوب عن “كويز شو” (1994)، ولجائزتي أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج عن “الرجل الذي يهمس في أذن الحصان” (1998).
لم يحالف الحظ بيدفورد في الكثير من الترشيحات من أجل جوائز الاوسكار، لكن أكاديمية الفنون منحته سنة 2012 أوسكارا شرفيا عن محموع أعماله ومساهماته كممثل ومخرج ومنتج ومؤسس مهرجان ساندانس ولدعم السينما المستقلة والمجددة حول العالم.
كما كرس ريدفورد جهودا كبيرة لمعهد صاندانس ومهرجان صاندانس السينمائي انطلاقا من التزامه بتطوير السينما المستقلة ووعيا منه بأهميتها.
وإذا كانت إسهامات ريدفورد كممثل ومخرج زمنتج هامة جدا، ولكنه يُكرم أيضا كمؤسس مهرجان صاندانس السينمائي الدولي. حيث استغل شهرته ومكانته الاعتبارية في مجال الصناعة السينمائية في دعم السينما المستقلة ومواكبة مؤلفيها الناشئين ومخرجي المستقبل على الصعيد الوطني والدولي.
ويقر اليوم يعص أقطاب الصناعة السينمائية أنه لولا معهد صاندانس ومهرجان صاندانس السينمائي الدولي، لكان وضع صناعة السينما الآن مختلف تماما عما هو عليه. فكلاهما ساهم في تغيير وجه هذه الفن – الصناعة.