فاز الفيلم النمساوي “جوي” للمخرجة سودابيه مورتزاي بالنجمة الذهبية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
ويحكي الفيلم قصة شابة نيجيرية مهاجرة تمتهن الدعارة في شوارع فيينا لأداء مصاريف تهجيرها نحو أوربا من طرف شبكة للدعارة تستغل الفتيات الأفريقيات. وبالإضافة لعملها في الدعارة لأداء ديونها، تجد نفسها مضطرة للتواطؤ مع مستغليها في الإشراف على فتيات أخريات تم جلبهن حديثا. ورغم تعاطفها مع زميلتها الجديدة، تبدي جوي استعدادها لفعل أي شيء للخروج من دوامة الاستغلال الجنسي لتخليص نفسها والحصول على وضعية قانونية تمكنها من إحضار طفلتها الصغيرة من نيجريا للعيش معها.
كما يستعرض الفيلم ميكانزمات اشتغال شبكات الاستغلال الجنسي وقساوة شروط اشتغال ضحاياها من خلال ممثلات غير محترفات استطعن تجسيد هذا الواقع بأدائهن التلقائي ومن خلال الحوارات والمواقف المحكمة التي صاغت سيناريوه مخرجة الفيلم نفسها.
واستطاعت مخرجة وكاتبة الفيلم، سودابيه مورتزاي، الايرانية الأصل والتي درست وتعمل في النمسا، من بلورة مظاهر هذا الاستغلال سواء المادي أم العقائدي، بحيث يستغل تجار شبكات الاستعباد الجنسي الاعتقاد الديني للفتيات في طقوس الشعودة لضمان ولائهن. وإن كان الفيلم بالغ في ذلك بحيث استغرق المشهد الافتتاحي للفيلم لطقوس الشعوذة أكثر من خمسة دقائق ويعمل على تكريس صورة أفريقيا كأرض للشعودة والتخلف.
وحصل الفيلم على عدة جوائز في مهرجانات دولية كان آخرها مهرجان لندن السينمائي حيث حصل على جائزة أفضل فيلم. كما حصلت ممثلته الرئيسية جوي أنووليكا الفونسوس على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان أشبيلية الأوربي للسينما.
كان فيلم “جوي” ضمن أربعة عشر فيلما متنافسا على النجمة الذهبية للدورة السابعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش المنعقدة مابين 30 نونبر و 8 دجنبر 2018، والتي ترأس لجنة تحكيمها المخرج السينمائي الأمريكي جيمس غراي.