نرجس النجار : فيلم “أباتريد” يمثل مرحلة النضج في مساري السينمائي

 ( أجرت الحديث فاطمة تيمجردين)

اعتبرت المخرجة المغربية نرجس النجار أن شريطها “اباتريد”  (بدون موطن) الذي يعرض في الدورة الأخيرة لمهرجان برلين السينمائي الدولي (البرلناليه)، يمثل مرحلة النضج في مسارها السينمائي.

وقالت النجار في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش عرض فيلمها في فئة “الفوروم” للمهرجان: “الجميع يرى في هذا الفيلم نرجس النجار مخرجة فيلم العيون الجافة لكني لم أعد مخرجة هذا الفيلم، أي سينمائي في مساره يبدأ في طرح عدد من الأسئلة ولا يجب نسيان أننا نتطور وقبل أن أكون مخرجة أنا امرأة تمر بعدة تجارب في حياتها، في بعض الاحيان تكون جد معقدة، وبالتالي فإن رؤيتي للأشياء تتغير.”

وأعربت المخرجة المغربية عن شعورها بالاعتزاز “لأنه لم يتم التصفيق فقط لعملي لكن لسينما بلد برمته. عندما تباع تذاكر الفيلم بالكامل ويتم حجز 600 مقعد لرؤية فيلم مغربي في مهرجان عريق ذي صيت عالمي ،أشعر بان باب الامل مفتوح على مصراعيه امام المغرب.”

وتضيف “بالنسبة لي كانت لحظة جد مؤثرة أردت أن اتقاسم مع جميع زملائي السينمائيين في المغرب أن حلمهم يجب أن يكون كبيرا لأنه بالنسبة لي كل شيء ممكن،” مبرزة أن الصدى الذي لقيه الفيلم كان مفعما بالأمل ويحمل رمزية كبيرة.”

وحول حضور الشخصيات النسائية في جل أفلاهما، أوضحت أنها لا تركز على النساء ولكن على الفئات التي لا يمكن لها أن تعبر او يتم منعها من التعبير، مضيفة “وبما أن الفئة الاكثر هشاشة تظل النساء فإنها تسعى الى أن تكون متحدثة باسمهن.”

وبخصوص اختيارها لقضية المغاربة المطرودين من الجزائر، أبرزت نرجس النجار ان هناك اعتقادا بان المخرج عندما يصنع فيلما، فلديه رسالة يريد إيصالها، لكنها ترى ان الامر بالنسبة لها كان التفاتة بسيطة. “انا مواطنة انتمي الى المغرب والى العالم ايضا، هناك قضايا تؤلمني، وأخرى تفرحني، وهناك مواقف أرغب في حكيها وأخرى لا”.

في هذه الحالة، تضيف المخرجة، كان هناك أشخاص حولي تعرضوا لهذه المحنة الاليمة لان الجزائر قررت بشكل تعسفي طرد مغاربة دون اية اعتبارات انسانية او قانونية، معتبرة أن “نسيان هذه المرحلة من التاريخ يعني نسيان من نكون نحن المغاربة، يعني نسيان 350 الف مغربي”، لان الامر، على حد قولها، يتعلق بواجب الذاكرة ازاء هؤلاء الاشخاص الذين عانوا الامرين وإزاء بلدها المغرب.

وتبرز نرجس النجار انها في تناولها لهذه القضية، لم تعالجها لا تاريخيا ولا واجتماعيا، فهي ليست مؤرخة ولا عالمة اجتماع، بل اختارت أن تتناولها بشكل إنساني لأنه بحسب قولها كانت ترغب في اختراق التاريخ عبر شخصية تجسد معاناة مغاربة.

لم يكن الهاجس اتخاذ موقف سياسي بقدر ما كان إخراج فيلم ينم عن التزام فني تقول نرجس، موضحة “أردت التحسيس عبر الاحساس والتفاعل، أجعل المشاهد يتساءل: أنا كمواطنة مغربية، هل قمت بواجبي في حفظ الذاكرة؟”

وتعتبر نرجس النجار أنها حققت نجاحا وأدت واجبها كمواطنة مغربية “عندما تتواجد في مهرجان برلين الدولي ويعبر نقاد سينمائيون أجانب بارزون عن اعجابهم بفيلم اباتريد وانهم لم يكونوا يعلمون عن هذه الفترة من تاريخ المغرب وان الجزائر اتخذت هذا القرار المروع في حق مغاربة.”

وتضيف “قضيت 17 عاما في فرنسا ثم قررت العودة الى المغرب لاني ادركت انه ليس لدي ما اعطيه لفرنسا ولكن لدي الكثير ما اعطيه لبلدي بالرغم من الصعوبات وبالرغم من أن الصحافة لم تكن دائما لطيفة معي.”

يشار الى ان المخرجة المغربية سجلت مشاركة متميزة في مهرجان برلين السينمائي الدولي، من خلال فيلمها “اباتريد” (بدون موطن) الذي يتناول مأساة المغاربة المطرودين من الجزائر عام 1975.

وشهد الشريط حضورا غفيرا للجمهور الذي بدا جليا تفاعله مع قصة الشريط من خلال تصفيقه طويلا لفريق الفيلم ومشاركته في النقاش الذي تلاه.

ويلقي الشريط الضوء على قضية المغاربة الذين تم طردهم من الجزائر سنة 1975 من خلال تتبع قصة فتاة تم طردها وعمرها لا يتجاوز 12 عشرة مع والدها الى المغرب، فيما أرغمت أمها على البقاء في الجزائر، لتعيش مأساة انسانية كبيرة بسبب فراقها عن أمها.

ويقوم ببطولة الفيلم الذي أنتجته شركة “لابرود” التي تديرها المنتجة لمياء الشرايبي، الغالية بن زاوية وأفيشاي بنعزرا و عزيز الفاضلي ونادية النيازي ومحمد نظيف، و جولي غاييه وزكريا عاطفي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

X