رقابة بلا نهاية تسرق الاضواء في مهرجان الرباط لسينما المؤلف

حصل فيلم “بيت الآخرين” لمخرجه الجيورجي روسودان كلورجيدز على الجائزة الكبرى للدورة  22 لمهرجان الرباط لسينما المؤلف.

ومنحت لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج المغربي فوزي بنسعيدي جائزتها الخاصة لفيلم “الأرض والظل” لمخرجه الكولومبي سيزار أوغيستو اسيفيدو، بينما توج فيلم “أحلام الفجر” للمخرج الإيراني مهرداد اسكويي بجائزة الجمهور.

وفاز بجائزة أحسن تشخيص نسائي الممثلة الأوكرانية داشا بلاتي عن دورها في فيلم “سقوط” مارينا ستيبانسكا، فيما عادت جائزة أحسن تشخيص رجالي للمغربي شكيب بن عمر عن دوره في فيلم “ميموزا” لمخرجه أوليفر لاكش.

أما جائزة  النقد فعادت لفيلم “ابنة” للمخرج الإيراني رضا ميركاريمي.

وتنافس على الفوز بجوائز الدورة الثانية والعشرين للمهرجان المنعقدة ما بين 27 اكتوبر 04 نونبر 2017 ثلاثة عشر فيلما. وضمت لائحة الافلام المتنافسة بالإضافة لتلك المتوجة، أعمالا لكل من التونسي فريد بوغدير (زيرو)، والجزائري حسن فرحاتي (في رأسي دوار)، والمصري تامر السعيد (آخر أيام المدينة)، والتركي فكرات ريحان (الحرارة الصفراء)، والكندي جورج تيلين أرموند (العزلة)، والفرنسي فاليري ماساديان (ميلا)، ومواطنه جواشيم لافوس (بعد الحب).

لكن الفيلم الذي صنع حدث الدورة وأثار نقاشا واستياء عارمين فهو فيلم “شعر بلا نهابة” للشيلي أليخاندرو جودورفسكي، بفعل ما تعرض له من رقابة وتشويه أثناء عرضه العمومي في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان. بحيث رضخت إدارة المهرجان لقرار المركز السينمائي المغربي ببتر جزئي أو كلي لسبعة مشاهد من الفيلم، لتضمنها مشاهد اعتبرتها الرقابة جريئة. الأمر الذي أثار سخط الجمهور والنقاد الحاضرين وأدى بلجنة التحكيم إلى عدم اعتبار الفيلم ضمن لائحة الافلام المتنافسة على جوائز المهرجان. وهو ما أكده رئيس لجنة التحكيم، المخرج المغربي فوزي بنسعيدي، خلال حفل توزيع الجوائز ، أنه تم استبعاد الفيلم من المسابقة بقرار من لجنة التحكيم كاحتجاج منها على ما تعرض له الفيلم من بتر وتشويه من طرف الرقابة.

استغراب وسخط النقاد الحاضرين لم يكن فقط لهذه الرقابة البليدة، ولكن أيضا لما أبدته إدارة المهرجان من لا مبالاة وتواطؤ مع قرار الرقابة. هذا بالإضافة لإلغاء عروض عدة أفلام خاصة تلك المبرمجة في إطار تكريم المخرج السويدي روي أندرسون، لغياب نسخها أو لسوء التسيير الذي يميز هذا المهرجان منذ عدة سنوات رغم بلوغه دورته الثانية والعشرين.

ورغم ما يحظى به هذا المهرجان من دعم رسمي من قبل لجنة دعم المهرجانات للمركز السينمائي المغربي وعدة جهات حكومية أو منتخبة لا زال عاجزا عن تحقيق مكانة في المشهد الثقافي والفني محليا أو وطنيا بسبب غياب رؤية ثقافية للحدث ولضعف إدارته الفنية.

محمد عادل السمار
15 نونبر 2018

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

X